أكد أن 70 % من الأمراض العضوية للمصريين سببها نفسي
د. "رامز طه" استشاري الطب النفسي": قدمت مشروعاً لمقاومة المصريين للاكتئاب لأن الناس هتنفجر!
حوار
شريف الدواخلي
"كيف
أمنع نفسى من الغضب؟".. هناك مليون سبب "يفور" الدم في البيت والشارع
والعمل والسوق ومع الجيران والزملاء وسائقي التاكسي وميكانيكي السيارات
وعابري الطريق أو عند البقال والجزار والخضري وبائع الفول والطعمية، حتى
أصبحنا نلهث مثل سيارة قديمة تجري بأقصى سرعة ودون فرامل.. فهل نريد أن
نستمر على هذا الحال أم نريد حلاً بالفعل؟.. كل هذه التساؤلات دفعت
الدكتور "رامز طه" استشاري الطب النفسي لتدشين حملة ضخمة هي الأولى من
نوعها في مصر والوطن العربي بمشاركة بعض الأطباء العرب، وهو مشروع
"انتصِرْ على الضغوط والهموم" بهدف تقديم شيء إيجابي للمجتمع الذي يعاني
الأمرَّين من ضغوط الحياة ومشاكلها.. "بص وطل" كان لها هذا الحوار مع
الدكتور "رامز طه" ليكشف فيه عن مشروعه الجديد..
كيف جاءت فكرة المشروع من البداية؟
منذ
وقت طويل، وأنا ألاحظ تزايد الضغوط على المواطنين، حتى وصل الأمر إلى
إصابة الكثير منهم بأمراض مزمنة، بما أحدث لديهم حالة من الاكتئاب خصوصًا
وأن الإنسان العربي يميل لسرعة الانفعال والتوتر.
تتحدث عن الإنسان العربي وليس المصري..
نعم
فمشروعي نواته ستكون مصر ولكنه موجّه بشكل عام لكل بلدان الوطن العربي
وثمة تعاون مع بعض الأطباء خارج مصر خصوصًا في السعودية، وأنا مهتمٌّ
بالتعامل مع الضغوط، والأثر النفسي والصحي لها، وقد عملت في الخليج وفوجئت
بأن مشاكل "الاكتئاب" لا تتأثر بشكل عام بالمستوى الاقتصادي، إلا أن
الضغوط تأتي في الأغلب الأعم بسبب الحاجة إلى توفير الحاجات الأساسية
وجرّاء التفاعلات اليومية.
وما هي خطورة الأمر؟
نحن نعاني
الانفعالية السلبية؛ نظرًا لسرعة الاستثارة والغضب، بما ينعكس على الجوانب
الصحية، فـ70 % من الأمراض العضوية للمصريين سببها نفسي مثل القلب والذبحة
الصدرية وضغط الدم وخصوصًا في الشرائح العمرية الأصغر، كذلك الصداع
المزمن، قرحة المعدة، زيادة التوتر في الجهاز العصبي، اختلال جهاز
المناعة، الربو، وأمراض الحساسية. فالمفترض أن خلايا T.SELL هي التي تخلص
الجسم من الميكروبات ولكنها تدخل في معركة مع خلايا الجسم نفسها نتيجة
التوتر، بما يربك جهاز المناعة ويعجزه عن مقاومة الأمراض.
هل كانت لك اجتهادات سابقة لهذه الحملة؟
نعم
.. فمنذ حوالي 20 سنة شعرت بضرورة وجود طرق سهلة للشخصية العربية للتخلص
من التوتر، وقمت بتأليف عدة كتب مثل "وداعًا للقلق بالعلاج النفسي الذاتي"
و"العلاج النفسي الذاتي بالقرآن"، وذلك لإيجاد طرق سهلة مبسطة يمكن للشخص
العادي القيام بها.
فالأطباء في مصر يعالجون مرضاهم علاجا عضويا بحتا،
ومصدر المشكلة عادة ما يكون التوتر المتواصل للجهاز العصبي وما يتبع ذلك
من خلل في الغدد الصماء، وتزداد الحالات نتيجة وقوع الإنسان تحت تأثير
ضغوط الحياة المتواصلة والمستمرة، بما يزيد معدلات القلق والتوتر، والغضب
المصحوب بالعنف والعدوانية، وزيادة حالات الاكتئاب، ولذا قمت بتصميم موقع
متخصص في التعامل مع الاكتئاب "حرب الضغوط والاكتئاب" التي تؤثر في إبداع
الإنسان وإنجازه لأعماله، ومن أهم البرامج تدريب العلاج النفسي الديني،
الذي يطبق منهج الرسول "صلى الله عليه وسلم" في السيطرة على الغضب
والانفعالات السلبية "النمذجة"، علاوة على كثرة قراءة القرآن في أوقات
الضغوط بعد الوضوء أكثر من مرة.
وما هي الخطوات الفعلية للتغلب على الاكتئاب؟
هناك
العديد من الخطوات نقطة وفق أكثر من مستوى والبداية تكون مع التدريب على
النَّفَس العميق، تدريبات الاسترخاء، تنظيم الحياة اليومية والاهتمام
بالرياضة ولو لنصف ساعة يوميًا، تناول الأغذية المبهجة التي تقلل من
التوتر والاكتئاب التي تحتوى على الأوميجا 3 وكذلك الأسماك والتفاح
والحبوب الكاملة مثل القمح والشعير غير منزوعة القشور، الخضروات والفاكهة
ذات الألوان الداكنة التي تحتوي على الزنك مثل الفلفل الرومي والعنب، كذلك
الاهتمام بتكوين صداقات جديدة لممارسة "الفضفضة" للتغلب على الضغوط
والانفعالات، واتخاذ الضحك والابتسام عادة ولو "تمثيل".
والتدريبات الأكثر عمقًا؟
هناك
الكثير من التدريبات مثل طرد الأفكار الانهزامية والسلبية وتعديل السلوك
الخاطئ بسلوك سليم وتدريبات فهم شخصية من أمامك لتحديد أفضل طريقة للتعامل
معه، واستخدام ألفاظ وحركات تؤكد الثبات وفي نفس الوقت لا تثير الآخر أو
تشعره بالعدوانية، كذلك تزكية سمات الصبر والتسامح وبرنامج الخلوة
العلاجية "دمج للاسترخاء والتأمل" واستخدام الجوانب الدينية للتخلص من
المخاوف والقلق.
كم يبلغ عدد المرضى النفسيين في مصر؟
للأسف لا
توجد قاعدة بيانات صحيحة في مصر أو في العالم العربي حصرت أعداد المرضى
النفسيين لكن النساء طبعًا أكثر عرضة للمرض النفسي؛ فالمرأة تتعرض لكمّ من
الضغوط يفوق الرجل سواء في حياتها الأسرية أو خلال ممارسة حياتها؛ لأنها
ممنوعة من التعبير عن غضبها أو رفضها كما يفعل الرجل علاوة على حرمانها من
حقوقها، فالمجتمع يسمح للرجل بأن يأخذ حقه في الترفيه، ويسمح له بذلك مثل
السهر والعلاقات مع الأصدقاء.
ما هي مراحل الحملة؟ وكم ستستمر؟
البث
الإلكتروني وإرسال رسائل توعية لأكبر عدد ممكن من المنتديات والمواقع، وقد
بدأت أول محاضرة لي لتعليم مجموعة من المتطوعين في البداية، والذين
سيقومون بدورهم بالتدريس في مراحل لاحقة للجمهور، ومن المقرر أن تستمر
الحملة ستة أشهر، وقد تلقيت طلبات للانضمام من متخصصين وكان الصدى رائعا
للحملة؛ حيث كانت هناك نسبة استجابة كبيرة على الفيس بوك تجاوزت 500 شخص
ونحن في انتظار المزيد من المشاركات، مع العلم أنني لا أتلقى أي تمويل
خارجي وأنفق على المشروع من مالي الخاص.